في رحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اسمه : هو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قبيلة قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل عليه السلام، ابن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ,فنبينا خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق ، فقومه أشرف قوم، وقبيلته أشرف قبيلة وفخذه أشرف الأفخاذ، وقد كان أعداؤه يشهدون له بعلوّ نسبه فيهم .
ذكره في القرآن: ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- في القرآن باسمه "محمد" في أربعة مواضع: في سورة آل عمران الآية (144)، والأحزاب الآية (40)، وسورة محمد الآية (2)، والفتح الآية (29)، وأما تسميته "أحمد" فجاءت حكاية عن سيدنا عيسى عليه السلام في سورة الصف الآية (6).
كنيته: (أبو القاسم). ولادته : ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة صبيحة يوم الإثنين في التاسع من شهر ربيع الأول وقيل في الثاني عشر منه والقول الأول أصح عند المحققين , في عام الفيل ويوافق الثاني والعشرين من نيسان سنة 571ميلادية
والده ووالدته :
والد النبي –صلى الله عليه وسلم-: هو عبد الله؛ وهو المسمى بالذبيح؛ وقد توفي ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- جنين في بطن أمه.
أمّ النبي –صلى الله عليه وسلم- هي: آمنة بنت وهب القرشية؛ وقد توفيت ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- له من العمر ست سنوات
قابلته: هي الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما , حاضنته أم أيمن بركة الحبشية رضي الله عنها.
رضاعه: أرضعته بعد أمه –صلى الله عليه وسلم- ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، وكانت قد أرضعت حمزة بن عبد المطلب من قبل , ثم أرضعته صلى الله عليه وسلم حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية رضي الله عنها وأقام عندها في بادية بني سعد وكانت ابنتها ( الشيماء )جدامة بنت الحارث رضي الله عنها تحمله وترعاه.
نشأته: نشأ –صلى الله عليه وسلم- يتيماً فكفله جده عبد المطلب ثم مات وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنوات ، وكفله عمه أبو طالب بعد ذلك ,و سافر صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام وكان عمره اثنتي عشر سنة وفي الطريق رآه الراهب بحيرا وعرف أنه نبي آخر الزمان فطلب أن يعودوا به خوفا عليه من اليهود والرومان , وفي شبابه صلى الله عليه وسلم رعى الغنم لأهل مكة ثم عمل بالتجارة مع السائب بن أبي السائب ثم سافر إلى الشام في تجارةالسيدة خديجة رضي الله عنها
سيرته قبل البعثة :كانت سيرته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة سيرة نقية عطرة فقد عرف منذ صباه بالصادق الأمين , وكان جامعا لمكارم الأخلاق ومحاسن الخصال
وقد حفظه الله ورعاه وكرّه إليه ما كان عليه قومه فلم يكن يشهد معهم أي موقف من مواقف الشرك و الضلال أو مجالس اللهو والسمر.
بعثته : لما كمل له -صلى الله عليه وسلم- أربعون سنة أشرق نور نبوته وأكرمه الله برسالته وبعثه إلى خلقه، وجعله رسولاً إلى الناس كافة , فأقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة فمكث بها عشر سنين , وكانت الدعوة في السنوات الثلاث الأولى من البعثة سرية تقتصر على الأفراد.
أول مانزل من القرآن وأخره : أول مانزل من القرآن ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ) العلق وآخر آية نزلت ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) سورة البقرة
هجرته: أقام النبي –صلى الله عليه وسلم- في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له، ولما ازداد عناد كفار مكة وتكبرهم عن قبول دعوة الحق، جاء الأمر بالهجرة إلى يثرب ليؤسس دولة الإسلام في المدينة ويقيم شريعة الله في الأرض، فهاجر إليها –صلى الله عليه وسلم- وكان دخوله إياها يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول.
ولكون الهجرة النبوية حدث فاصل أعزّ الله بها الإسلام وارتفعت راية الحق؛ فقد رأى سيدنا عمر –رضي الله عنه- ومن معه من الصحابة أن يكون للمسلمين تاريخاً جديداً يؤرخون به يستعملونه في كتاباتهم.
غزواته وسراياه : كان صلى الله عليه وسلم حريصاً ألا يراق دم إنسان فهو نبي الرحمة , ولقد كان عظيماً في رحمته بالناس عظيماً في استعداده للحرب , عظيماً في خططه عظيماً في تحقيق النصر واستثماره ، ولقد غزى بنفسه خمساً وعشرين غزوة ، من أهمها الغزوات العشر الكبرى:
(1) غزوة بدر الكبرى : رمضان 2 هـ (2) غزوة أحد : شوال 3 هـ . (3) غزوة الخندق : شوال 5 هـ
(4) غزوة بني قريظة : ذو القعدة 5 هـ (5) صلح الحديبية : ذو القعدة 6هـ (6) غزوة خيبر : محرم 7 هـ
(7) غزوة مؤتة : جماد الأولى 8 هـ ( فتح مكة : رمضان 8 هـ ( 9) غزوة حنين والطائف : شوال 8 هـ
(10) غزوة تبوك : رجب 9 هـ وأما سراياه فكانت ستاً وخمسين سرية مذكورة في كتب السيرة الشريفة.
زوجاته: أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
1- خديجة بنت خويلد رضي الله عنها , أول زوجاته صلى الله عليه وسلم ’ وأول من آمن به , وجميع أولاده صلى الله عليه وسلم منها إلا ابراهيم , توفيت في رمضان من السنة العاشرة للبعثة , و دفنت في الحجون ولها من العمر 65 سنة وقد سمي العام الذي توفيت فيه ( عام الحزن )
2- سودة بنت زمعة رضي الله عنها , تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة رضي الله عنها بشهر , توفيت في المدينة في شهر شوال سنة 54 هـو قد ناهزت الثمانين .
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ,تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة بسبعة أشهر , ولم يتزوج بكرا غيرها , وهي أفقه نساء الأمة , توفيت في المدينة المنورة ليلة الثلاثاء 17 رمضان سنة 57 هـ ولها من العمر 66 سنة.
4-حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ,تزوجها صلى الله عليه وسلم بالمدينة في شهر شعبان سنة 3 هـ وفيها توفيت في شعبان من سنة 47 هـ
وعمرها 60 سنة و دفنت في البقيع .
5-زينب بنت خزيمة رضي الله عنها ,تزوجها صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة 3 هـ وقيل 4 هـ وعرفت بلقبها أم المساكين توفيت بعد زواجه صلى الله عليه وسلم منها بثمانية شهور وقيل ثلاثة , سنة 4 هـ , فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنت في البقيع .
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم آواخر شوال سنة 4 هـ و كانت من أفقه النساء و أعقلهن ,توفيت سنة 59 هـ ولها من العمر 84 سنة ودفنت في البقيع , وهي آخر زوجاته صلى الله عليه وسلم وفاة .
7- زينب بنت جحش رضي الله عنها , وهي ابنة أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم , تزوجها صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة 5 هـ
وقيل 4 هـ و كانت أعبد النساء و أكثرهن صدقة توفيت سنة 20 هـ ولها من العمر 53سنة , وهي أول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به , صلى عليها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه , ودفنت في البقيع .
8- جويرية بنت الحارث رضي الله عنهما , أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها في شعبان سنة 6هـ وقيل 5هـ ,توفيت في ربيع الأول سنة 50 هـ عن عمر ناهز السبعين عاما , ودفنت في البقيع .
9-أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما , كانت ممن هاجر إلى الحبشة , فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن مات زوجها مرتدا , فأصدقها النجاشي من
ماله 400 دينار و أرسلها مع شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه فتزوجها صلى الله عليه وسلم بعد عودته من خيبر سنة 7 هـ , توفيت في المدينة في عهد أخيها سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم سنة 44هـ ولها من العمر 63 سنة و دفنت في البقيع .
10- صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها وهي من نسل هارون عليه السلام , وبعد أن أسلمت أعتقها وتزوجها صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى المدينة أثناء عودته من خيبر , توفيت سنة 50 هـ , ودفنت في البقيع .
11- ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها , تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم , في ذي القعدة سنة 7 هـوتوفيت سنة 51هـ وقد ناهزت الثمانين , فصلى عليها ابن أختها عبد الله بن عباس رضي الله عنهم .ودفنت قرب مكة في مكان يدعى ( سرف ) حيث أوصت أن تدفن في نفس المكان الذي تزوجها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فهذه إحدى عشرة امرأة هن أمهات المؤمنين بالإتفاق و اختلف في :
ريحانة بنت زيد رضي الله عنها , وهي من بني النضير على قولين أ – أنه صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها في محرم سنة 6 هـ
ب – أنها من سراريه صلى الله عليه وسلم ولم يعتقها , وكان يأتيها بملك اليمين .
توفيت بعد عودته صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع فصلى عليها و دفنها في البقيع .
وكانت له سرية واحدة بالإتفاق و هي مارية القبطية رضي الله عنها ,أهداها المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من بنات الملوك , و قد ولدت له ابراهيم .
توفيت سنة 16هـ ودفنت في البقيع .
ملاحظة : هناك أقوال أخرى في بعض التأريخات لما سبق في بعض الكتب ولكن اعتمدت الأشهر
أولاده : كلهم من السيدة خديجة إلا ابراهيم , الذكور ثلاثة: القاسم وهو أكبر أولاده صلى الله عليه وسلم وبه يكنى , وعبد الله وهو آخر أولاد خديجة رضي الله عنها ، ، وإبراهيم من مارية القبطية رضي الله عنها؛ وقد ماتوا صغاراً لم يتجاوزوا السنتين بالاتفاق , و أما الإناث فأربع:
1- زينب رضي الله عنها ، وهي أكبر بناته صلى الله عليه وسلم تزوجها ابن خالتها ابو العاص بن الربيع رضي الله عنه وقد ولدت له عليا و أمامة رضي الله عنهما وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم حمل أمامة أثناء صلاته . توفيت زينب رضي الله عنها في أوائل سنة 8 هـ و دفنت في البقيع .
2- رقية رضي الله عنها تزوجها سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه , و ولدت له عبد الله الذي مات وعمره 6 سنوات بعد أن نقره الديك في عينه، ثم توفيت رضي الله عنها في المدينة و دفنت و رسول الله صلى الله علسيه وسلم في غزوة بدر .
3- أم كلثوم رضي الله عنها زوجّها النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان بعد وفاة أختها رقية فسمي بذي النورين ، ولم تلد له إلى أن توفيت في شعبان
سنة 9 هـو دفنت في البقيع .
4- فاطمة الزهراء رضي الله عنها , أصغر بناته صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه , سيدة نساء أهل الجنة , تزوجها سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد غزوة بدر فولدت له سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما و ولدت له بنتين زينب و أم كلثوم رضي الله عنهما , توفيت السيدة فاطمة رضي الله عنها في 3 رمضان سنة 11هـ و هي أول آل بيته صلى الله عليه وسلم لحوقا به حيث ماتت بعده بستة أشهر ودفنت في البقيع.
وبذلك يكون جميع أولاده صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم قد ماتوا قبله إلا السيدة فاطمة بعده ب 6 أشهر.
خصائصه : خصّ الله نبيه محمداً –صلى الله عليه وسلم- من بين سائر الأنبياء والمرسلين بخصائص منها: أنه خاتم النبيين، وصاحب المقام المحمود يوم القيامة، وكون رسالته إلى الثقلين الجن والإنس، ونزول القرآن الكريم الذي أذعن لإعجازه الإنس والجن، والإسراء به إلى بيت المقدس والمعراج إلى السموات العلى إلى سدرة المنتهى إلى مستوى سمع فيه صرير الأقلام ....
ومن الخصائص التي خصّ الله بها نبيه –صلى الله عليه وسلم – دون الأمة: أنها فرضت عليه أشياء لم تفرض على غيره وحرمت عليه أفعال لم تحرم على سائر أمته وحللت له أشياء لم تحلل لهم, ومن أمثلة ذلك: تحريم أخذ الزكاة عليه وعلى آله و وجوب التهجد بالليل عليه, والزيادة على أربعة نسوة, وأنه لا يرثه أحد .
أفضل خلق الله : عن وائلة بن الأسقع –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه السلام, واصطفى قريشاً من كنانة, واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم" رواه مسلم.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم, ونصرت بالرعب, وأحلت لي الغنائم, وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا, وأرسلت إلى الخلق كافة, وختم بي النبيون". متفق عليه.
مرضه : كانت بداية مرضه صلى الله عليه وسلم في صفر و اشتد به المرض فاستأذن نسائه أن يمّرض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها , ومع اشتداد الحمى به صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس .
ساعة الإحتضار : أسندت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدرها , وأعطته سواكه فاستاك وقال لا إله إلا الله , إن للموت لسكرات .ثم رفع أصبعه وبصره إلى السماء وكان آخر كلامه صلى الله عليه وسلم ((( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , اللهم اغفر لي و ارحمني و ألحقني بالرفيق الأعلى , اللهم الرفيق الأعلى ))) كررها ثلاثا , ثم مالت يده و فاضت روحه الشريفة عند اشتداد الضحى من يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول
سنة 11 هـ وقد تم له من العمر ثلاث وستون سنة فإنا لله و إنا إليه راجعون .
قال أنس –رضي الله عنه-: " لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا أيدينا من التراب إلا وقد أنكرنا قلوبنا"،
تجهيزه و دفنه : غُسّل صلى الله عليه وسلم دون أن يُجرد من ثيابه وقام بغسله العباس وعلي و الفضل وقثم ابنا العباس و شقران مولى رسول الله و أسامة بن زيد و أوس بن خولى ، وقد غسّل من ماء بئر بقباء يقال لها الغرس وكان صلى الله عليه وسلم يشرب منها من قبل , ثم كفن في ثلاثة أثواب .
قبره: حفر قبره الشريف أبو طلحة رضي الله عنه في حجرة عائشة رضي الله عنها، في نفس المكان الذي توفي فيه ثم دخل الناس عشرة عشرة يصلون عليه دون إمام
ثم دفن صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة رضي الله عنها بجانب المسجد النبوي, فلما مات أبو بكر وعمر رضي الله عنهما دفنا بجانبه ,وبقي القبر على حاله تلك زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم, فلما كان زمن الدولة الأموية أراد الخليفة الوليد بن عبد الملك أن يقوم بتوسعة المسجد النبوي من جهة الشرق فوسعه فأحاط المسجد بالقبر من ثلاث جهات وذلك سنة 88 هـ.
صفاته الخَلْقية:
صفته: كان –صلى الله عليه وسلم- معتدل القامة ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو للطول أقرب أبيض الوجه مليحه أزهر اللون مشربا بحمرة ، وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين، وكان في وجهه تدوير، شديد سواد العينين طويل أهدابهما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر حسن الصوت , و كان كثيف اللحية أشعر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر.
طيب ريحه : كان لجسده و عرقه صلى الله عليه وسلم ريح طيب أطيب من كل طيب قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ماشممت عنبرا قط و لا مسكا و لا شيئا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم , وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يصافح الرجل فيظل يومه يجد ريحها .
خاتم نبوته : عن السائب –رضي الله عنه- قال : " فنظرت إلى الخاتم الذي بين كتفيه فإذا هو مثل زرّ الحجلة "رواه البخاري ومسلم والترمذي ,أي أن الخاتم في ظهره الشريف قطعة لحم ظاهرة قدر بيضة الحمامة" .
ضحكه: عن عبد الله بن الحارث –رضي الله عنه- قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله –صلى الله عليه وسلم وعنه قال: "ما كان ضحك رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلا تبسماً" رواه أحمد.
بكاؤه : عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: (قرأت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سورة النساء حتى بلغت "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا" قال: فرأيت عيني رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تذرفان) رواه البخاري ومسلم.
وعن عبد الله –رضي الله عنه- قال: (أتيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المِرجَل من البكاء). رواه أبو داود .
كلامه : كان –صلى الله عليه وسلم- طويل السكوت حلو المنطق لا يتكلم في غير حاجة، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وكان يتكلم بكلام مفصل ليس بسريع لا يحفظ ، ولا منقطع تتخلله السكتات، عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "كان كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلاماً فصلا يفهمه كل من سمعه " رواه أبو داود " و في حديث آخر "وكان يتكلم بكلام بيّن يحفظه من جلس إليه" رواه البخاري ومسلم، "وكان ربما يعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه" رواه البخاري.
مشيه : كان أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها ، وكان إذا مشى لم يلتفت، وكان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان.
بركته : عن جابر –رضي الله عنه- قال عطش الناس يوم الحديبية وبين يدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إناء يتوضأ منه إذ جهش الناس نحوه، فقال: مالكم؟ فقالوا: ما لنا ما نتوضأ به ولا نشرب إلا ما بين يديك، قال: فوضع النبي –صلى الله عليه وسلم- يديه في الإناء ودعا بما شاء الله أن يدعو، وقال: "حي على الوضوء والبركة من الله"، قال جابر: فلقد رأيت الماء يجري من تحت يده، فتوضأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه، فعلمت أنه بركة، فقيل لجابر كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفاً وأربعمائة. رواه البخاري.
صفاته الخُلُقية:
خُلُقه: قال الله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) , لقد جمعت فيه صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق وتجلت في أروع صورها ,فهو أجود الناس و أكرمهم وأشجعهم و أصبرهم وأوقرهم وأعدلهم و أعفهم و أصدقهم و لايمكن إحاطة أوصافه صلى الله عليه وسلم بالبيان .
حياؤه: قال أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه-: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أشد حياءً من العذراء في خدرها, فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه) مسلم.
أمانته : كان النبي –صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة يعرف في قومه بالأمين (أي رجل الصدق والوفاء) في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسلوكه، وشهد له بذلك العدو قبل الصديق؛ ولا أدل على ذلك أنه حين أُمر بالهجرة من مكة إلى المدينة وأراد مفارقة البلد التي عاش فيها؛ جعل علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في بيته ليردّ الودائع التي كانت عنده لأهلها.
شجاعته: قال علي –رضي الله عنه- (كنا إذا اشتدّ البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله –صلى الله عليه وسلم- فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه) رواه أحمد .
وسأل رجل البراء-رضي الله عنه-: أفررتم عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يوم حنين يا أبا عمارة ؟! فقال البراء : لكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يفر، ولكن الناس تلقتهم هوازن بالنبل فانهزموا، ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- مقبل على العدو بوجهه على بغلته البيضاء وهو يقول:
أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب " متفق عليه .
صبره واحتماله أذى الناس : عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: "قسم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قسماً بين الناس، فقال رجل: إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله، فغضب النبي –صلى الله عليه وسلم- من ذلك غضباً شديداً واحمرّ وجهه ثم قال: لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر" متفق عليه.
رحمته : عن أبي هريرة –رضي الله عنه- : أن الأقرع بن حابس أبصر النبي –صلى الله عليه وسلم- يقبل الحسن بن علي فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم ! فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "من لا يَرحم لا يُرحم". رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: "ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-" رواه مسلم .
تفاؤله: عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، قيل وما الفأل؟ قال: الكلمة الحسنة الكلمة الطيبة يسمعها أحدكم".
تواضعه: عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخيط ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته ويخدم نفسه ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم". رواه أحمد والترمذي وعن سهل بن حنيف –رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم " أخرجه الحاكم . وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويحلب الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير" أخرجه الطبراني وعن أبي أيوب –رضي الله عنه- قال: " كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يركب الحمار ويخصف النعل ويرقع القميص ويقول من رغب عن سنتي فليس مني" رواه أبو الشيخ
توكله: توكل النبي –صلى الله عليه وسلم- على الله أعظم التوكل وقد قال الله له: "فتوكل على الله إنك على الحق المبين" وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم –عليه الصلاة والسلام- حين ألقي في النار، وقالها محمد –صلى الله عليه وسلم- حين قالوا له: "إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". رواه البخاري..
حلمه: عن أنس –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته؛ ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فضحك وأمر له بعطاء متفق عليه.
وباع يهودي على النبي –صلى الله عليه وسلم - بيعاً إلى أجل، فجاء اليهودي يريد أن يتقاضى حقه قبل الأجل، فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يحل الأجل، فقال اليهودي: إنكم لمطل يا بني عبد المطلب، فهم به الصحابة –رضي الله عنهم- فنهاهم، فلم يزده ذلك إلا حلماً، فقال اليهودي: كل شيء منه قد عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة وهي أنه لا تزيده شدة الجهل إلا حلماً فأردت أن أعرفها، فأسلم اليهودي. رواه ابن حبان وصحح إسناده ابن حجر.
جوده: عن أنس –رضي الله عنه- قال: ما سئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئاً إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل, فأعطاه غنماً بين جبلين, فرجع إلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، قال أنس –رضي الله عنه-: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا, فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. رواه مسلم.
ذكره لله: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه" رواه مسلم. وعن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال " سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" رواه البخاري، وعن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: "كنا نعدّ لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" رواه أبو داود وعن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس" مسلم.
زهده في الدنيا: عن النعمان –رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يجد ما يملأ بطنه من الدقل وهو جائع" أخرجه الحاكم ,وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله, لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير" رواه الترمذي وأحمد
وعن أنس –رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يؤتى بالتمر فيفتشه يخرج السوس منه" أخرجه أبو داود
سماحته: قال أنس –رضي الله عنه - (خدمت رسول الله –صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهل فعلت كذا؟. متفق عليه.
عبادته :عن المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه - أن النبي –صلى الله عليه وسلم- صلى حتى تورمت قدماه ، فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً" متفق عليه..
مزاحه: عن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إني لأمزح ولا أقول إلا حقا" رواه الترمذي.
وعن الحسن –رضي الله عنه- قال: أتت عجوز على النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: (يا أم فلان! إن الجنة لا تدخلها عجوز) قال: فولت تبكي فقال: (أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز, إن الله تعالى يقول: (إنا أنشأناهن إنشاءً. فجعلناهن أبكاراً. عرباً أتراباً) أخرجه الطبراني والبيهقي
بلاغته وفصاحته : كان سيدنا محمداً –صلى الله عليه وسلم- أفصح الخلق، وأعذبهم كلاماً، وكان يتكلم بجوامع الكلم، وكان يختار في خطابه أحسن الألفاظ، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "بعثت بجوامع الكلم" رواه البخاري ومسلم، أي يجمع الله له المعاني الكثيرة باللفظ القليل.
حجه وعمرته: حج -صلى الله عليه وسلم- حجة واحدة هي حجة الوداع بعد أن فرض الله الحج في السنة التاسعة من الهجرة , وقد اعتمر –صلى الله عليه وسلم- أربع مرات كلهن في شهر ذي القعدة إلا التي مع حجته. متفق عليه.
مؤذنوه: له أربعة من المؤذنين: بلال بن رباح، وعبد الله بن أم مكتوم بالمدينة، وأبو محذورة بمكة، وسعد القرظ بقباء -رضي الله عنهم -.
خدمه: منهم أنس بن مالك وربيعة بن كعب وأبو ذر الغفاري وعبد الله بن مسعود –رضي الله عنهم-.
شعراؤه: كان من شعرائه الذين يذبّون عن الإسلام: كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة ، وحسان بن ثابت –رضي الله عنهم-.
خطيبه : يخطب في الناس والوفود وهو ثابت بن قيس رضي الله عنه.
سلاحه: كان للنبي –صلى الله عليه وسلم- ثلاثة رماح، وثلاثة أقواس، وستة أسياف، ودرعان، وترس، وراية سوداء مربعة ولواء أبيض.
دوابه: كان للنبي –صلى الله عليه وسلم- عدة أفراس، فأول فرس ملكه يسمى "السّكب"، وله بغلة تسمى "دُلدل" كان يركبها في الأسفار وعاشت بعده حتى كبرت سنها وقاتل عليها علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخوارج، وكان له ناقته "القصواء" ، وله حمار يقال له "عفير" مات في حجة الوداع.
تعليمه: عن معاوية –رضي الله عنه- قال في الرسول –صلى الله عليه وسلم-: ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه. رواه مسلم.
وقد كان –صلى الله عليه وسلم- يعطي في تعليمه كل واحد حقه من الالتفات إليه والعناية به حتى يظن كل واحد منهم أنه أحبّ الناس إليه ، وكان أتم ما يكون تواضعاً للمتعلم والسائل المستفيد وضعيف الفهم. وقد شهد التاريخ بكمال شخصيته التعليمية حتى قيل : إنه لو لم يكن لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته .
عاداته:
طعامه: كان النبي –صلى الله عليه وسلم- لايردّ موجوداً ولا يتكلف مفقوداً؛ فما قرّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله؛ إلا أن تعافه نفسه؛ فيتركه من غير تحريم، وما عاب طعاماً قط؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه، وكان يحب أكل الحلوى والعسل، وأكل لحم الجزور والضأن والدجاج والحبارى والأرنب وطعام البحر، وأكل الشواء، وأكل الرطب والتمر... وغير ذلك، وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ، ولا يأكل متكئاً، وكان يسمي الله تعالى أول طعامه، ويحمده في آخره.
شرابه : عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان أحب الشراب إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الحلو البارد". رواه الترمذي.
وعن أنس –رضي الله عنه-: قال: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا شرب تنفس ثلاثاً ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ "متفق عليه وكان من هديه المعتاد الشرب قاعداً، ويسمي بالله في أوله ويحمد الله في آخره.
سواكه: كان يحب السواك وكان يستاك مفطراً وصائماً, ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل.
كحله: وكان –صلى الله عليه وسلم- يكتحل ثلاثاً وقال: خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر. رواه أبو داود.
طيبه:قد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يكثر التطيب ويحب الطيب، ولا يرده إذا قدم إليه، وكان أحب الطيب إليه المسك، وكان يعرف بريح الطيب إذا أقبل. رواه الدارمي. عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: "ما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-".
لباسه: عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: " كان أحب الثياب إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القميص" رواه أبو داود ، وكان كم قميص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى الرسغ (مفصل الكف) وكان يلبس ما تيسر من لباس: من الصوف تارة والقطن تارة والكتان تارة زكان يحب الثياب البيض ويأمر بلباسها عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالبياض من الثياب ليلبسها أحياؤكم و كفنوا بها موتاكم فإنها من خير ثيابكم ) ابوداود وابن ماجه والترمذي
حجامته : عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: "احتجم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقال: إن من أمثل ما تداويتم به الحجامة" رواه البخاري ومسلم.
غضبه: لم يغضب النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى
عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: رخّص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أمر من الأمور، فتنزه عنه ناس من الناس، فبلغ ذلك النبي –صلى الله عليه وسلم- فغضب حتى بان الغضب في وجهه ثم قال: "ما بال أقوام يرغبون عما رخّص لي فيه؟! فوالله لأنا أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية".
وصاياه عند موته: عن جابر –رضي الله عنه- قال سمعت النبي –صلى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاثة أيام يقول: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى" رواه مسلم. وكان من أقواله –صلى الله عليه وسلم- التي قالها في أيامه الأخيرة حين أحس بدنو أجله قوله: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه البخاري ومسلم. (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب). رواه البخاري ومسلم. (إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها المؤمن الصالح أو ترى له) صحيح مسلم.
وكان عامة وصيته –صلى الله عليه وسلم- حين حضره الموت قوله: "الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة وما ملكت أيمانكم... حتى جعل يغرغر بها صدره ولا يفيض بها لسانه –صلى الله عليه وسلم-". رواه ابن ماجه.
ختاماً : حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يشتاق لنا , قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "وددت أني لقيت إخواني، قال الصحابة: أو ليس نحن إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني" رواه أحمد.
بين يديك أخي المسلم (10) وسائل لنصرة نبيك محمد –صلى الله عليه وسلم- فلعلك تقوم بمستطاعك منها:
(1) الاقتداء به –صلى الله عليه وسلم- في معاملته لأهل بيته، ومع أهله وجيرانه.
(2) تربية الأبناء على محبته –صلى الله عليه وسلم- و حب آله وأصحابه أجمعين
(3) إجلال النبي –صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه ومحبته أكثر من محبة النفس والأهل والمال والناس أجمعين
(4) الحرص على الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- كلما ذكر، وبعد الأذان، ويوم الجمعة.
(5) قراءة سيرته والاهتداء بهديه –صلى الله عليه وسلم- وربطها بحياتنا وواقعنا.
(6) طباعة الكتب وتوزيع الأشرطة التي تعنى بحياته –صلى الله عليه وسلم- .
(7) التصدي لأي منتقد للنبي –صلى الله عليه وسلم- أو لشيء من سنته و كشف الكذب و الإفتاء عليه.
( مقاطعة كل بلد يسيء له بأي شكل من الأشكال .
(9) محبة العلماء وتقديرهم لمكانتهم وصلتهم بميراث النبوة.
(10) الفرح بظهور سنته -صلى الله عليه وسلم- بين الناس
اللهم وفقنا لاتباع هذا النبي الكريم و أمتنا على دينه و سنته و محبته واحشرنا تحت لؤاه و شفعه فينا , واجمعنا به في مستقر رحمتك
تشرف بإعداد وكتابة هذا العمل
شريف زين الدين
اسمه : هو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قبيلة قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل عليه السلام، ابن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ,فنبينا خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق ، فقومه أشرف قوم، وقبيلته أشرف قبيلة وفخذه أشرف الأفخاذ، وقد كان أعداؤه يشهدون له بعلوّ نسبه فيهم .
ذكره في القرآن: ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- في القرآن باسمه "محمد" في أربعة مواضع: في سورة آل عمران الآية (144)، والأحزاب الآية (40)، وسورة محمد الآية (2)، والفتح الآية (29)، وأما تسميته "أحمد" فجاءت حكاية عن سيدنا عيسى عليه السلام في سورة الصف الآية (6).
كنيته: (أبو القاسم). ولادته : ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة صبيحة يوم الإثنين في التاسع من شهر ربيع الأول وقيل في الثاني عشر منه والقول الأول أصح عند المحققين , في عام الفيل ويوافق الثاني والعشرين من نيسان سنة 571ميلادية
والده ووالدته :
والد النبي –صلى الله عليه وسلم-: هو عبد الله؛ وهو المسمى بالذبيح؛ وقد توفي ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- جنين في بطن أمه.
أمّ النبي –صلى الله عليه وسلم- هي: آمنة بنت وهب القرشية؛ وقد توفيت ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- له من العمر ست سنوات
قابلته: هي الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما , حاضنته أم أيمن بركة الحبشية رضي الله عنها.
رضاعه: أرضعته بعد أمه –صلى الله عليه وسلم- ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، وكانت قد أرضعت حمزة بن عبد المطلب من قبل , ثم أرضعته صلى الله عليه وسلم حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية رضي الله عنها وأقام عندها في بادية بني سعد وكانت ابنتها ( الشيماء )جدامة بنت الحارث رضي الله عنها تحمله وترعاه.
نشأته: نشأ –صلى الله عليه وسلم- يتيماً فكفله جده عبد المطلب ثم مات وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنوات ، وكفله عمه أبو طالب بعد ذلك ,و سافر صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام وكان عمره اثنتي عشر سنة وفي الطريق رآه الراهب بحيرا وعرف أنه نبي آخر الزمان فطلب أن يعودوا به خوفا عليه من اليهود والرومان , وفي شبابه صلى الله عليه وسلم رعى الغنم لأهل مكة ثم عمل بالتجارة مع السائب بن أبي السائب ثم سافر إلى الشام في تجارةالسيدة خديجة رضي الله عنها
سيرته قبل البعثة :كانت سيرته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة سيرة نقية عطرة فقد عرف منذ صباه بالصادق الأمين , وكان جامعا لمكارم الأخلاق ومحاسن الخصال
وقد حفظه الله ورعاه وكرّه إليه ما كان عليه قومه فلم يكن يشهد معهم أي موقف من مواقف الشرك و الضلال أو مجالس اللهو والسمر.
بعثته : لما كمل له -صلى الله عليه وسلم- أربعون سنة أشرق نور نبوته وأكرمه الله برسالته وبعثه إلى خلقه، وجعله رسولاً إلى الناس كافة , فأقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة فمكث بها عشر سنين , وكانت الدعوة في السنوات الثلاث الأولى من البعثة سرية تقتصر على الأفراد.
أول مانزل من القرآن وأخره : أول مانزل من القرآن ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ) العلق وآخر آية نزلت ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) سورة البقرة
هجرته: أقام النبي –صلى الله عليه وسلم- في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له، ولما ازداد عناد كفار مكة وتكبرهم عن قبول دعوة الحق، جاء الأمر بالهجرة إلى يثرب ليؤسس دولة الإسلام في المدينة ويقيم شريعة الله في الأرض، فهاجر إليها –صلى الله عليه وسلم- وكان دخوله إياها يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول.
ولكون الهجرة النبوية حدث فاصل أعزّ الله بها الإسلام وارتفعت راية الحق؛ فقد رأى سيدنا عمر –رضي الله عنه- ومن معه من الصحابة أن يكون للمسلمين تاريخاً جديداً يؤرخون به يستعملونه في كتاباتهم.
غزواته وسراياه : كان صلى الله عليه وسلم حريصاً ألا يراق دم إنسان فهو نبي الرحمة , ولقد كان عظيماً في رحمته بالناس عظيماً في استعداده للحرب , عظيماً في خططه عظيماً في تحقيق النصر واستثماره ، ولقد غزى بنفسه خمساً وعشرين غزوة ، من أهمها الغزوات العشر الكبرى:
(1) غزوة بدر الكبرى : رمضان 2 هـ (2) غزوة أحد : شوال 3 هـ . (3) غزوة الخندق : شوال 5 هـ
(4) غزوة بني قريظة : ذو القعدة 5 هـ (5) صلح الحديبية : ذو القعدة 6هـ (6) غزوة خيبر : محرم 7 هـ
(7) غزوة مؤتة : جماد الأولى 8 هـ ( فتح مكة : رمضان 8 هـ ( 9) غزوة حنين والطائف : شوال 8 هـ
(10) غزوة تبوك : رجب 9 هـ وأما سراياه فكانت ستاً وخمسين سرية مذكورة في كتب السيرة الشريفة.
زوجاته: أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
1- خديجة بنت خويلد رضي الله عنها , أول زوجاته صلى الله عليه وسلم ’ وأول من آمن به , وجميع أولاده صلى الله عليه وسلم منها إلا ابراهيم , توفيت في رمضان من السنة العاشرة للبعثة , و دفنت في الحجون ولها من العمر 65 سنة وقد سمي العام الذي توفيت فيه ( عام الحزن )
2- سودة بنت زمعة رضي الله عنها , تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة رضي الله عنها بشهر , توفيت في المدينة في شهر شوال سنة 54 هـو قد ناهزت الثمانين .
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ,تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة بسبعة أشهر , ولم يتزوج بكرا غيرها , وهي أفقه نساء الأمة , توفيت في المدينة المنورة ليلة الثلاثاء 17 رمضان سنة 57 هـ ولها من العمر 66 سنة.
4-حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ,تزوجها صلى الله عليه وسلم بالمدينة في شهر شعبان سنة 3 هـ وفيها توفيت في شعبان من سنة 47 هـ
وعمرها 60 سنة و دفنت في البقيع .
5-زينب بنت خزيمة رضي الله عنها ,تزوجها صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة 3 هـ وقيل 4 هـ وعرفت بلقبها أم المساكين توفيت بعد زواجه صلى الله عليه وسلم منها بثمانية شهور وقيل ثلاثة , سنة 4 هـ , فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنت في البقيع .
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم آواخر شوال سنة 4 هـ و كانت من أفقه النساء و أعقلهن ,توفيت سنة 59 هـ ولها من العمر 84 سنة ودفنت في البقيع , وهي آخر زوجاته صلى الله عليه وسلم وفاة .
7- زينب بنت جحش رضي الله عنها , وهي ابنة أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم , تزوجها صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة 5 هـ
وقيل 4 هـ و كانت أعبد النساء و أكثرهن صدقة توفيت سنة 20 هـ ولها من العمر 53سنة , وهي أول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به , صلى عليها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه , ودفنت في البقيع .
8- جويرية بنت الحارث رضي الله عنهما , أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها في شعبان سنة 6هـ وقيل 5هـ ,توفيت في ربيع الأول سنة 50 هـ عن عمر ناهز السبعين عاما , ودفنت في البقيع .
9-أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما , كانت ممن هاجر إلى الحبشة , فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن مات زوجها مرتدا , فأصدقها النجاشي من
ماله 400 دينار و أرسلها مع شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه فتزوجها صلى الله عليه وسلم بعد عودته من خيبر سنة 7 هـ , توفيت في المدينة في عهد أخيها سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم سنة 44هـ ولها من العمر 63 سنة و دفنت في البقيع .
10- صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها وهي من نسل هارون عليه السلام , وبعد أن أسلمت أعتقها وتزوجها صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى المدينة أثناء عودته من خيبر , توفيت سنة 50 هـ , ودفنت في البقيع .
11- ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها , تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم , في ذي القعدة سنة 7 هـوتوفيت سنة 51هـ وقد ناهزت الثمانين , فصلى عليها ابن أختها عبد الله بن عباس رضي الله عنهم .ودفنت قرب مكة في مكان يدعى ( سرف ) حيث أوصت أن تدفن في نفس المكان الذي تزوجها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فهذه إحدى عشرة امرأة هن أمهات المؤمنين بالإتفاق و اختلف في :
ريحانة بنت زيد رضي الله عنها , وهي من بني النضير على قولين أ – أنه صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها في محرم سنة 6 هـ
ب – أنها من سراريه صلى الله عليه وسلم ولم يعتقها , وكان يأتيها بملك اليمين .
توفيت بعد عودته صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع فصلى عليها و دفنها في البقيع .
وكانت له سرية واحدة بالإتفاق و هي مارية القبطية رضي الله عنها ,أهداها المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من بنات الملوك , و قد ولدت له ابراهيم .
توفيت سنة 16هـ ودفنت في البقيع .
ملاحظة : هناك أقوال أخرى في بعض التأريخات لما سبق في بعض الكتب ولكن اعتمدت الأشهر
أولاده : كلهم من السيدة خديجة إلا ابراهيم , الذكور ثلاثة: القاسم وهو أكبر أولاده صلى الله عليه وسلم وبه يكنى , وعبد الله وهو آخر أولاد خديجة رضي الله عنها ، ، وإبراهيم من مارية القبطية رضي الله عنها؛ وقد ماتوا صغاراً لم يتجاوزوا السنتين بالاتفاق , و أما الإناث فأربع:
1- زينب رضي الله عنها ، وهي أكبر بناته صلى الله عليه وسلم تزوجها ابن خالتها ابو العاص بن الربيع رضي الله عنه وقد ولدت له عليا و أمامة رضي الله عنهما وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم حمل أمامة أثناء صلاته . توفيت زينب رضي الله عنها في أوائل سنة 8 هـ و دفنت في البقيع .
2- رقية رضي الله عنها تزوجها سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه , و ولدت له عبد الله الذي مات وعمره 6 سنوات بعد أن نقره الديك في عينه، ثم توفيت رضي الله عنها في المدينة و دفنت و رسول الله صلى الله علسيه وسلم في غزوة بدر .
3- أم كلثوم رضي الله عنها زوجّها النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان بعد وفاة أختها رقية فسمي بذي النورين ، ولم تلد له إلى أن توفيت في شعبان
سنة 9 هـو دفنت في البقيع .
4- فاطمة الزهراء رضي الله عنها , أصغر بناته صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه , سيدة نساء أهل الجنة , تزوجها سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد غزوة بدر فولدت له سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما و ولدت له بنتين زينب و أم كلثوم رضي الله عنهما , توفيت السيدة فاطمة رضي الله عنها في 3 رمضان سنة 11هـ و هي أول آل بيته صلى الله عليه وسلم لحوقا به حيث ماتت بعده بستة أشهر ودفنت في البقيع.
وبذلك يكون جميع أولاده صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم قد ماتوا قبله إلا السيدة فاطمة بعده ب 6 أشهر.
خصائصه : خصّ الله نبيه محمداً –صلى الله عليه وسلم- من بين سائر الأنبياء والمرسلين بخصائص منها: أنه خاتم النبيين، وصاحب المقام المحمود يوم القيامة، وكون رسالته إلى الثقلين الجن والإنس، ونزول القرآن الكريم الذي أذعن لإعجازه الإنس والجن، والإسراء به إلى بيت المقدس والمعراج إلى السموات العلى إلى سدرة المنتهى إلى مستوى سمع فيه صرير الأقلام ....
ومن الخصائص التي خصّ الله بها نبيه –صلى الله عليه وسلم – دون الأمة: أنها فرضت عليه أشياء لم تفرض على غيره وحرمت عليه أفعال لم تحرم على سائر أمته وحللت له أشياء لم تحلل لهم, ومن أمثلة ذلك: تحريم أخذ الزكاة عليه وعلى آله و وجوب التهجد بالليل عليه, والزيادة على أربعة نسوة, وأنه لا يرثه أحد .
أفضل خلق الله : عن وائلة بن الأسقع –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه السلام, واصطفى قريشاً من كنانة, واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم" رواه مسلم.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم, ونصرت بالرعب, وأحلت لي الغنائم, وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا, وأرسلت إلى الخلق كافة, وختم بي النبيون". متفق عليه.
مرضه : كانت بداية مرضه صلى الله عليه وسلم في صفر و اشتد به المرض فاستأذن نسائه أن يمّرض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها , ومع اشتداد الحمى به صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس .
ساعة الإحتضار : أسندت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدرها , وأعطته سواكه فاستاك وقال لا إله إلا الله , إن للموت لسكرات .ثم رفع أصبعه وبصره إلى السماء وكان آخر كلامه صلى الله عليه وسلم ((( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , اللهم اغفر لي و ارحمني و ألحقني بالرفيق الأعلى , اللهم الرفيق الأعلى ))) كررها ثلاثا , ثم مالت يده و فاضت روحه الشريفة عند اشتداد الضحى من يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول
سنة 11 هـ وقد تم له من العمر ثلاث وستون سنة فإنا لله و إنا إليه راجعون .
قال أنس –رضي الله عنه-: " لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا أيدينا من التراب إلا وقد أنكرنا قلوبنا"،
تجهيزه و دفنه : غُسّل صلى الله عليه وسلم دون أن يُجرد من ثيابه وقام بغسله العباس وعلي و الفضل وقثم ابنا العباس و شقران مولى رسول الله و أسامة بن زيد و أوس بن خولى ، وقد غسّل من ماء بئر بقباء يقال لها الغرس وكان صلى الله عليه وسلم يشرب منها من قبل , ثم كفن في ثلاثة أثواب .
قبره: حفر قبره الشريف أبو طلحة رضي الله عنه في حجرة عائشة رضي الله عنها، في نفس المكان الذي توفي فيه ثم دخل الناس عشرة عشرة يصلون عليه دون إمام
ثم دفن صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة رضي الله عنها بجانب المسجد النبوي, فلما مات أبو بكر وعمر رضي الله عنهما دفنا بجانبه ,وبقي القبر على حاله تلك زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم, فلما كان زمن الدولة الأموية أراد الخليفة الوليد بن عبد الملك أن يقوم بتوسعة المسجد النبوي من جهة الشرق فوسعه فأحاط المسجد بالقبر من ثلاث جهات وذلك سنة 88 هـ.
صفاته الخَلْقية:
صفته: كان –صلى الله عليه وسلم- معتدل القامة ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو للطول أقرب أبيض الوجه مليحه أزهر اللون مشربا بحمرة ، وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين، وكان في وجهه تدوير، شديد سواد العينين طويل أهدابهما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر حسن الصوت , و كان كثيف اللحية أشعر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر.
طيب ريحه : كان لجسده و عرقه صلى الله عليه وسلم ريح طيب أطيب من كل طيب قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ماشممت عنبرا قط و لا مسكا و لا شيئا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم , وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يصافح الرجل فيظل يومه يجد ريحها .
خاتم نبوته : عن السائب –رضي الله عنه- قال : " فنظرت إلى الخاتم الذي بين كتفيه فإذا هو مثل زرّ الحجلة "رواه البخاري ومسلم والترمذي ,أي أن الخاتم في ظهره الشريف قطعة لحم ظاهرة قدر بيضة الحمامة" .
ضحكه: عن عبد الله بن الحارث –رضي الله عنه- قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله –صلى الله عليه وسلم وعنه قال: "ما كان ضحك رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلا تبسماً" رواه أحمد.
بكاؤه : عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: (قرأت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سورة النساء حتى بلغت "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا" قال: فرأيت عيني رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تذرفان) رواه البخاري ومسلم.
وعن عبد الله –رضي الله عنه- قال: (أتيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المِرجَل من البكاء). رواه أبو داود .
كلامه : كان –صلى الله عليه وسلم- طويل السكوت حلو المنطق لا يتكلم في غير حاجة، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وكان يتكلم بكلام مفصل ليس بسريع لا يحفظ ، ولا منقطع تتخلله السكتات، عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "كان كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلاماً فصلا يفهمه كل من سمعه " رواه أبو داود " و في حديث آخر "وكان يتكلم بكلام بيّن يحفظه من جلس إليه" رواه البخاري ومسلم، "وكان ربما يعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه" رواه البخاري.
مشيه : كان أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها ، وكان إذا مشى لم يلتفت، وكان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان.
بركته : عن جابر –رضي الله عنه- قال عطش الناس يوم الحديبية وبين يدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إناء يتوضأ منه إذ جهش الناس نحوه، فقال: مالكم؟ فقالوا: ما لنا ما نتوضأ به ولا نشرب إلا ما بين يديك، قال: فوضع النبي –صلى الله عليه وسلم- يديه في الإناء ودعا بما شاء الله أن يدعو، وقال: "حي على الوضوء والبركة من الله"، قال جابر: فلقد رأيت الماء يجري من تحت يده، فتوضأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه، فعلمت أنه بركة، فقيل لجابر كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفاً وأربعمائة. رواه البخاري.
صفاته الخُلُقية:
خُلُقه: قال الله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) , لقد جمعت فيه صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق وتجلت في أروع صورها ,فهو أجود الناس و أكرمهم وأشجعهم و أصبرهم وأوقرهم وأعدلهم و أعفهم و أصدقهم و لايمكن إحاطة أوصافه صلى الله عليه وسلم بالبيان .
حياؤه: قال أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه-: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أشد حياءً من العذراء في خدرها, فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه) مسلم.
أمانته : كان النبي –صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة يعرف في قومه بالأمين (أي رجل الصدق والوفاء) في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسلوكه، وشهد له بذلك العدو قبل الصديق؛ ولا أدل على ذلك أنه حين أُمر بالهجرة من مكة إلى المدينة وأراد مفارقة البلد التي عاش فيها؛ جعل علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في بيته ليردّ الودائع التي كانت عنده لأهلها.
شجاعته: قال علي –رضي الله عنه- (كنا إذا اشتدّ البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله –صلى الله عليه وسلم- فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه) رواه أحمد .
وسأل رجل البراء-رضي الله عنه-: أفررتم عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يوم حنين يا أبا عمارة ؟! فقال البراء : لكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يفر، ولكن الناس تلقتهم هوازن بالنبل فانهزموا، ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- مقبل على العدو بوجهه على بغلته البيضاء وهو يقول:
أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب " متفق عليه .
صبره واحتماله أذى الناس : عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: "قسم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قسماً بين الناس، فقال رجل: إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله، فغضب النبي –صلى الله عليه وسلم- من ذلك غضباً شديداً واحمرّ وجهه ثم قال: لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر" متفق عليه.
رحمته : عن أبي هريرة –رضي الله عنه- : أن الأقرع بن حابس أبصر النبي –صلى الله عليه وسلم- يقبل الحسن بن علي فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم ! فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "من لا يَرحم لا يُرحم". رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: "ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-" رواه مسلم .
تفاؤله: عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، قيل وما الفأل؟ قال: الكلمة الحسنة الكلمة الطيبة يسمعها أحدكم".
تواضعه: عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخيط ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته ويخدم نفسه ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم". رواه أحمد والترمذي وعن سهل بن حنيف –رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم " أخرجه الحاكم . وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويحلب الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير" أخرجه الطبراني وعن أبي أيوب –رضي الله عنه- قال: " كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يركب الحمار ويخصف النعل ويرقع القميص ويقول من رغب عن سنتي فليس مني" رواه أبو الشيخ
توكله: توكل النبي –صلى الله عليه وسلم- على الله أعظم التوكل وقد قال الله له: "فتوكل على الله إنك على الحق المبين" وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم –عليه الصلاة والسلام- حين ألقي في النار، وقالها محمد –صلى الله عليه وسلم- حين قالوا له: "إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". رواه البخاري..
حلمه: عن أنس –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته؛ ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فضحك وأمر له بعطاء متفق عليه.
وباع يهودي على النبي –صلى الله عليه وسلم - بيعاً إلى أجل، فجاء اليهودي يريد أن يتقاضى حقه قبل الأجل، فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يحل الأجل، فقال اليهودي: إنكم لمطل يا بني عبد المطلب، فهم به الصحابة –رضي الله عنهم- فنهاهم، فلم يزده ذلك إلا حلماً، فقال اليهودي: كل شيء منه قد عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة وهي أنه لا تزيده شدة الجهل إلا حلماً فأردت أن أعرفها، فأسلم اليهودي. رواه ابن حبان وصحح إسناده ابن حجر.
جوده: عن أنس –رضي الله عنه- قال: ما سئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئاً إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل, فأعطاه غنماً بين جبلين, فرجع إلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، قال أنس –رضي الله عنه-: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا, فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. رواه مسلم.
ذكره لله: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه" رواه مسلم. وعن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال " سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" رواه البخاري، وعن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: "كنا نعدّ لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" رواه أبو داود وعن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس" مسلم.
زهده في الدنيا: عن النعمان –رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يجد ما يملأ بطنه من الدقل وهو جائع" أخرجه الحاكم ,وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله, لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير" رواه الترمذي وأحمد
وعن أنس –رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يؤتى بالتمر فيفتشه يخرج السوس منه" أخرجه أبو داود
سماحته: قال أنس –رضي الله عنه - (خدمت رسول الله –صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهل فعلت كذا؟. متفق عليه.
عبادته :عن المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه - أن النبي –صلى الله عليه وسلم- صلى حتى تورمت قدماه ، فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً" متفق عليه..
مزاحه: عن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إني لأمزح ولا أقول إلا حقا" رواه الترمذي.
وعن الحسن –رضي الله عنه- قال: أتت عجوز على النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: (يا أم فلان! إن الجنة لا تدخلها عجوز) قال: فولت تبكي فقال: (أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز, إن الله تعالى يقول: (إنا أنشأناهن إنشاءً. فجعلناهن أبكاراً. عرباً أتراباً) أخرجه الطبراني والبيهقي
بلاغته وفصاحته : كان سيدنا محمداً –صلى الله عليه وسلم- أفصح الخلق، وأعذبهم كلاماً، وكان يتكلم بجوامع الكلم، وكان يختار في خطابه أحسن الألفاظ، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "بعثت بجوامع الكلم" رواه البخاري ومسلم، أي يجمع الله له المعاني الكثيرة باللفظ القليل.
حجه وعمرته: حج -صلى الله عليه وسلم- حجة واحدة هي حجة الوداع بعد أن فرض الله الحج في السنة التاسعة من الهجرة , وقد اعتمر –صلى الله عليه وسلم- أربع مرات كلهن في شهر ذي القعدة إلا التي مع حجته. متفق عليه.
مؤذنوه: له أربعة من المؤذنين: بلال بن رباح، وعبد الله بن أم مكتوم بالمدينة، وأبو محذورة بمكة، وسعد القرظ بقباء -رضي الله عنهم -.
خدمه: منهم أنس بن مالك وربيعة بن كعب وأبو ذر الغفاري وعبد الله بن مسعود –رضي الله عنهم-.
شعراؤه: كان من شعرائه الذين يذبّون عن الإسلام: كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة ، وحسان بن ثابت –رضي الله عنهم-.
خطيبه : يخطب في الناس والوفود وهو ثابت بن قيس رضي الله عنه.
سلاحه: كان للنبي –صلى الله عليه وسلم- ثلاثة رماح، وثلاثة أقواس، وستة أسياف، ودرعان، وترس، وراية سوداء مربعة ولواء أبيض.
دوابه: كان للنبي –صلى الله عليه وسلم- عدة أفراس، فأول فرس ملكه يسمى "السّكب"، وله بغلة تسمى "دُلدل" كان يركبها في الأسفار وعاشت بعده حتى كبرت سنها وقاتل عليها علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخوارج، وكان له ناقته "القصواء" ، وله حمار يقال له "عفير" مات في حجة الوداع.
تعليمه: عن معاوية –رضي الله عنه- قال في الرسول –صلى الله عليه وسلم-: ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه. رواه مسلم.
وقد كان –صلى الله عليه وسلم- يعطي في تعليمه كل واحد حقه من الالتفات إليه والعناية به حتى يظن كل واحد منهم أنه أحبّ الناس إليه ، وكان أتم ما يكون تواضعاً للمتعلم والسائل المستفيد وضعيف الفهم. وقد شهد التاريخ بكمال شخصيته التعليمية حتى قيل : إنه لو لم يكن لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته .
عاداته:
طعامه: كان النبي –صلى الله عليه وسلم- لايردّ موجوداً ولا يتكلف مفقوداً؛ فما قرّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله؛ إلا أن تعافه نفسه؛ فيتركه من غير تحريم، وما عاب طعاماً قط؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه، وكان يحب أكل الحلوى والعسل، وأكل لحم الجزور والضأن والدجاج والحبارى والأرنب وطعام البحر، وأكل الشواء، وأكل الرطب والتمر... وغير ذلك، وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ، ولا يأكل متكئاً، وكان يسمي الله تعالى أول طعامه، ويحمده في آخره.
شرابه : عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان أحب الشراب إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الحلو البارد". رواه الترمذي.
وعن أنس –رضي الله عنه-: قال: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا شرب تنفس ثلاثاً ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ "متفق عليه وكان من هديه المعتاد الشرب قاعداً، ويسمي بالله في أوله ويحمد الله في آخره.
سواكه: كان يحب السواك وكان يستاك مفطراً وصائماً, ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل.
كحله: وكان –صلى الله عليه وسلم- يكتحل ثلاثاً وقال: خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر. رواه أبو داود.
طيبه:قد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يكثر التطيب ويحب الطيب، ولا يرده إذا قدم إليه، وكان أحب الطيب إليه المسك، وكان يعرف بريح الطيب إذا أقبل. رواه الدارمي. عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: "ما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-".
لباسه: عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: " كان أحب الثياب إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القميص" رواه أبو داود ، وكان كم قميص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى الرسغ (مفصل الكف) وكان يلبس ما تيسر من لباس: من الصوف تارة والقطن تارة والكتان تارة زكان يحب الثياب البيض ويأمر بلباسها عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالبياض من الثياب ليلبسها أحياؤكم و كفنوا بها موتاكم فإنها من خير ثيابكم ) ابوداود وابن ماجه والترمذي
حجامته : عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: "احتجم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقال: إن من أمثل ما تداويتم به الحجامة" رواه البخاري ومسلم.
غضبه: لم يغضب النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى
عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: رخّص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أمر من الأمور، فتنزه عنه ناس من الناس، فبلغ ذلك النبي –صلى الله عليه وسلم- فغضب حتى بان الغضب في وجهه ثم قال: "ما بال أقوام يرغبون عما رخّص لي فيه؟! فوالله لأنا أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية".
وصاياه عند موته: عن جابر –رضي الله عنه- قال سمعت النبي –صلى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاثة أيام يقول: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى" رواه مسلم. وكان من أقواله –صلى الله عليه وسلم- التي قالها في أيامه الأخيرة حين أحس بدنو أجله قوله: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه البخاري ومسلم. (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب). رواه البخاري ومسلم. (إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها المؤمن الصالح أو ترى له) صحيح مسلم.
وكان عامة وصيته –صلى الله عليه وسلم- حين حضره الموت قوله: "الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة وما ملكت أيمانكم... حتى جعل يغرغر بها صدره ولا يفيض بها لسانه –صلى الله عليه وسلم-". رواه ابن ماجه.
ختاماً : حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يشتاق لنا , قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "وددت أني لقيت إخواني، قال الصحابة: أو ليس نحن إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني" رواه أحمد.
بين يديك أخي المسلم (10) وسائل لنصرة نبيك محمد –صلى الله عليه وسلم- فلعلك تقوم بمستطاعك منها:
(1) الاقتداء به –صلى الله عليه وسلم- في معاملته لأهل بيته، ومع أهله وجيرانه.
(2) تربية الأبناء على محبته –صلى الله عليه وسلم- و حب آله وأصحابه أجمعين
(3) إجلال النبي –صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه ومحبته أكثر من محبة النفس والأهل والمال والناس أجمعين
(4) الحرص على الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- كلما ذكر، وبعد الأذان، ويوم الجمعة.
(5) قراءة سيرته والاهتداء بهديه –صلى الله عليه وسلم- وربطها بحياتنا وواقعنا.
(6) طباعة الكتب وتوزيع الأشرطة التي تعنى بحياته –صلى الله عليه وسلم- .
(7) التصدي لأي منتقد للنبي –صلى الله عليه وسلم- أو لشيء من سنته و كشف الكذب و الإفتاء عليه.
( مقاطعة كل بلد يسيء له بأي شكل من الأشكال .
(9) محبة العلماء وتقديرهم لمكانتهم وصلتهم بميراث النبوة.
(10) الفرح بظهور سنته -صلى الله عليه وسلم- بين الناس
اللهم وفقنا لاتباع هذا النبي الكريم و أمتنا على دينه و سنته و محبته واحشرنا تحت لؤاه و شفعه فينا , واجمعنا به في مستقر رحمتك
تشرف بإعداد وكتابة هذا العمل
شريف زين الدين